ذهب مجموعة من الاصدقاء إلي صديق لهم في منزلة وبعدما جلسوا قام صديقهم بتقديم مشروب ساخن لهم - لزوم كرم الضيافة - وبعدما استمتع الأصدقاء بمشروبهم الساخن طلب أحدهم من صديقهم المستضيف أن يؤجر لهم حجرة فى شقتة فاندهش صديقهم ولكن إندهاشة الأكبر كان ليس بسبب هذا الطلب ولكن كان الغرض من طلبهم وهو أنهم يريدون إستخدام الحجرة فى بعض الإجتماعات لتكوين بعض الأفكار التي تساعدهم في إخراج ابن عم صديقم من الشقة التي تعلوي صديقهم " أعلم أن هذه المشاكل العائلية تذعجك ولكن مهلاً
هذا المثال مشابة - ليس تماما- لما حدث عندما قام مجموعة من الشباب الفلسطيني إنشاء صفحة خاصة بالإنتفاضة الثالثة وقرارت إدارة الفيس بوك إغلاق هذه الصفحة وبعدها دعا مجموعة من الشباب إلي مقاطعة الفيس بوك يوم 10/4/2011 لا يوجد إختلاف كبير بين المثال الذي ذكرتة وما حدث مع هؤلاء الشباب الفلسطيني قد يكون المثال غير متماثل تماماً ولكن يستطيع أن يوضح لنا مجموعة من الشواهد التى لابد أن نقف عندها لبرهة من الوقت ولابد أن نتعلم من هذا الدرس الكثير
![]() |
بوستر دعوة المقاطعة |
فالدرس الذى أعنية هنا هو أن التبعية تجعلك دائما فى المؤخرة ولا تستطيع المبادرة ليس المقصود من المقال أن أتحدث عن المقاطعة في حد ذاتها ولا عن موقف إدارة الفيس بوك من صفحة الإنتفاضة – وأنا اختلف تماما مع ماقمت به الإدارة – ولكن أردت التحدث عن التبعية والإستهلاك دون التفكير فى الإنتاج أن اللوبي الصهويني يعلم جيداً مامدي أهمية الأعلام في توجيه الرأي العام والترويج لأكذيبة وإستخدامة في قلب الحقائق لذلك حاول منذ زمن بعيد أن تكون جميع خيوط اللعبة في يدة وفي ظل الحداثة والتغير الذي طرأ على الإعلام أو ما يسمي بالإعلام الاجتماعي " Social Media"
أنصب كل الإهتمام بهذا النوع من الإعلام لجدوها في نشر الكثير من القضايا وبسبب هوس الكثير من الشباب بهذا النوع وإنتشارة داخل جميع الأوساط وأعتقد أن الايام القادمة ستشهد أستثمارات ضخمة في هذا المجال وإستحداث مواقع جديدة تقدم الكثير من الخدمات خصوصا بعد الدور الذي لعبه هذا النوع من الإعلام من تأجييج ثورات الكثير من الشعوب العربية " ثورة تونس ومن بعدها الثورة المصرية "
إننا نعيش منذ زمن طويل كشعوب عربية دور المستهلك دائما لا نفكر فى الإنتاج ولا نفكر فى تشجيع المنتجين أن ماحدث هو أمر طبيعي ومتوقع من إدارة الفيس بوك الذي يعلم الجميع قصة إنشائه ألم تسأل أنفسنا ولو لمرة واحدة من أين استطاع مايكل زوكربيرج المولد لأسرة يهودية - مؤسس موقع الفيس بوك - تجميع ثروة طائلة تقدر 6.9 مليار دولار طبقا لمجلة فوربس الأربعاء 23/9/2010 - بتأكيد موقع فيس بوك هو من أهم المواقع على مستوي العالم وتقدر قيمتة السوقية بمليارات الدولارات – فهذه الثروة ليست نتاج كم المشتركين الموجودين علي الموقع ولكن لكم المعلومات الموجودة التي تستطيع الشركات تحديد احتياجات عملائها عن طريق تحليلها وهذا هو الكنز الحقيقي الذي يجعل الموقع يزيد سعرة كل يوم بين أقرانة من المواقع الأخري ويزيد من ثروة مايكل من جراء بيع هذه المعلومات ولكن أيضا هذه ليست قضيتنا
لقد قمنا بثورة ضد الظلم والظالمين وحان الوقت لنقوم بثورة في الإنتاج كفنا لعب دور المستهلك الذي يعتقد أنه يستطيع بمالة شراء - إذا أقترضنا أنه يملك المال - كل شئ ولا داعي لإنتاج أي شئ وجبنا الأن التفكير في إيجاد بدائل لكل منتج مستورد نستخدمة في حياتنا سئمنا من إستخدام جميع المنتجات المستوردة إننا نستور كل شي حتي عندما قمنا بثورة إستخدمنا موقع عالمي ليس من إنتاجنا -كلنا رفع العلم المصري في ميدان التحرير وفي كل ميادين مصر وللاسف غالبية تلك الأعلام قد صنعت في الصين - وبدأت دعاية غير مسبوقة للموقع فالجميع ظهر علي شاشات التلفاز يتحدث عن الموقع ودورة في أحداث الثورة الجميع تحدث عن الشباب وإستخدامهم التكنولوجيا الحديثة إنني لا أجد أي تكنولوجيا حديثة فى إستخدام موقع اليكتروني فالتكنولوجيا الحقيقية هى في إنشاء وليس إستخدام في إنتاج وإختراع وليس إستهلاك هذا الدرس لابد ان نتفهمه جيد
أما اذا تحدثنا عن المقاطعة فقبل أن نتحدث عن المقاطعة في حد ذاتها لابد أن نتحدث عن مدي تأثيرها فإذا كنا نريد أن نقاطع منتج معين أو موقع معين لابد أن ندرس كيف يكون لمقاطعتنا تأثير علي المُنتج حتي ينصاع لطالبتنا وإلا نكون وقتها " نجعجع فى الهواء " فهل سأل أحد نفسة ما هو التأثير أو الضرر الذى سوف يلحق بإدارة الفيس بوك - عندما نمتنع عن دخول الموقع لمدة 24 ساعة - يجعلها تنصاع لما نريد إذا كنا نريد تسجيل إعتراضنا عن طريق المقاطعة لابد أن نفكر أولا في مدي تأثيرها نفكر فى إستراتيجيات طويلة الأمد تجعل من المقاطعة التي تقوم بها مردود قوي يجعل كل مُنتج يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ أي قرار ضد إرادتنا
فإذا كنا نريد المقاطعة علينا أولا تعلم سياسة التصعيد نبدأ بالبحث عن بديل فما هو شعورك عندما لا تجد أي إستجابة من المُنتج وقتها سوف تشعر أن ما قمت به لا قيمة له وهذا سوف ينعكس علي المُنتج الذي سوف يشعر بمدي ضعفك أمام قوتة علينا من الأن تشجيع المبرمجين العرب علي إخراج نسخة عربية أو موقع إجتماعي يستطيع المنافسة عربيا أولا ثم عالميا بعدها نفكر في إلغاء حسابتنا من على الفيس بوك وليس الإمتناع عن الدخول لمدة 24 ساعة فإذا فكرنا فى إلغاء الحساب إذا لما تنصاع الإدارة إلي ما نطلبة فلك أن تتخيل عندما تستيقظ هي لتجد أنها فقدت 5 أو 10 مليوم مستخدم في خلال أيام - أسمعك وانت تقول وما هو 5أو 10 مليون بالنسبة إلي 500مليون وهو عدد مستخدمي الفيس بوك عبر العالم ولكن ياصديقي أنظر إلي المدي البعيد – وقتها سوف تشعر الإدارة أن سمة خطأ ما عليها تداركة وعلي المدي الطويل إذا قرارنا ان نكمل مشوارنا سوف تجد الكثير يتعاطفون مع موقفك ويقفوا معك فى قضيتك ليس الفيس بوك وفقط هو من نريد ان نسجل إعتراضنا على سياستة ولكن هذا مبدأ لابد أن نتعلمة وعلينا أن نفكر بشكل إيجابى من الأن وصاعدا فيما تفعلة أي مؤسسة نتعامل معها
ليس الهدف الفيس بوك فهذا موقع يعتبر شئ ترفيهي يمكننا الإستغناء عنة في أي وقت لكن هناك الكثير من المنتجات الضرورية والإستراتيجية التي تتحكم فيها إدارات مماثلة لإدارة الفيس بوك إالتي لا تفكر سوي في مصالحها فهناك الكثير من المؤسسات التي ترفض إمدانا بالتكنولوجيا الحديثة حتى نظل طوال عمرنا تابعين ولا نستطيع التقدم خطوة للامام إنهم يريدون دائما أن نظل نتبعهم بخطوة او ربما بالكثير من الخطوات ونحن من ساعدهم على هذا فنحن من ساعدهم على التقدم وعلي تضخم ثرواتهم وإرتضينا لأنفسنا العيش في غيابات الفقر والجهل فالكثير يتربص بنا ويريد أن نظل في هذا الفقر والجهل وهذا لعلمهم إننا إذا قرارنا النهوض وملكنا إرادة سياسية وشعبية حقيقية سوف نناطح الكثير من الدول فهذا مصيرنا الذي علينا مواجهة وبنائة رغم كل المتربصين
مصطفي أبو سليم
13 أبريل، 2011، الساعة 07:50 صباحاً
0 التعليقات:
إرسال تعليق