يمكن يكون عمود نور أو يمكن يكون عسلية لكن في النهاية في جراح مستخبية

السبت، 13 أكتوبر 2012

مصر التائهة ومستقبل التعليم المتأرجح



مصطفي أبوسليم 13/10/2012

" يعد نظام التعليم الماليزي من النظم التعليمية المتميزة ، وأهم ما يميز هذا النظام قدرتة على التطور السريع ، والتزامة بدعم الرؤيه العامة للدولة  " تطوير التعليم المصري بمحاكاة النموذج الماليزي  - موجز سياسات - يوليو 2012  هكذا وصفت الورقة البحثية  مميزات نظام التعليم الماليزي ودون أن تقصد وصفت أيضا مشكلة التعليم المصري ، وصفت مشكلة تعليم ينهار كل يوم ومستقبل دولة بات لم يعد معلوم لأبنائة .


فعندما قررات ماليزيا وقائدها مهاتيرمحمد أن ترسم مستقبل جديد لأبنائها  وتتحول من دولة زراعية تعيش فى غيابات الفقر والجهل إلى دولة حديثة متطورة ، كان لازماً عليها أن تبحث أولاً عن محرك كل عمليات التطوير داخل أى منظومة  ، تبحث عن الرؤية الواضحة التى تمكنها من تحقيق طموحاتها ،فلم ينشغل القائد بالمشكلات الموجودة بقدر ما أنشغل بالطموحات المرجوه ،  فلقد نظم مهاتير محمد مجموعة من اللقاءات والمؤتمرات حضرها المستشارين والعلماء فى كافة المجالات من أجل التفكير فى كيفية النهوض بالدولة والمجتمع الماليزي وكان حصيلة تلك اللقاءات  الرؤية الماليزيا "ماليزيا 2020" .

تلك الرؤية - ماليزيا 2020- هى التى مكنت ماليزيا من أن تصبح أحد اهم النمور الاسيوية السبع ، فلم يكن تطوير التعليم الماليزى منفرداً ولا بمنأى عن تطوير جميع مناحى الحياة بل كان ركناً أسياساً  مكملاً ومؤدياً  للرؤية الشاملة ، فالتطوير كان يحتاج للكوادر التى تقوده ومن ثم تم صياغة منظومة التعليم كى تواكب عملية التطوير الشاملة .

وهنا لا بد ان نتحدث عن محمد على  حيث يعتبر ما قام به من بناء للدولة الحديثة قد ساعد العديد من الدولة - وعلى رأسها ماليزيا - كى تنهض فتجربة محمد على فى تطويع التعليم لخدمة طموحات الدولة تعتبر أنموذجا يحتزى به  فلم يكن تطوير التعليم أحد أولويات محمد على المباشرة بل كان التطوير نابعاً من طموحات محمد على لبناء امبراطورية قوية فعندما قرر محمد على بناء الجيش  أنشاء المدارس الحربية وعندما شعر أنه بحاجه للاطباء انشأ المدارس الطبية وعندما رأى أنه لابد لتلاميذ هذه المدارس أن ينالوا  درجة كافية من التعليم قبل إلتحاقهم  بها أنشأ المدارس التجهزية و الابتدائية وهكذا توالى إنشاء المدارس .(دراسات فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر)


فخلاصة ما تقدم أنه لاينبغى أن نتحدث عن التعليم وتطويرة دون أن نتحدث عن الحياة وتطويرها فالرؤية الشاملة للتطوير لابد وأن تتطرق للتعليم والرؤية المنقوصة لتطوير التعليم وفقط لن تؤدى إلى أى نهضة حقيقية .

فلم تكن مشاركة  المصريين فى الثورة من أجل تحسين مستوي المعيشة وفقط ولا من أجل الحرية  وفقط ولا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية المنصفة للجميع وفقط  - فتلك الثوابث وحدها لن تحقق طموحاتنا فى وطن جديد  - فالكثير منا  شارك من اجل حلم كبير يعيش من أجله ،فمنا من شارك حزناً وكمداً على مستقبل وطن ينهار ويسقط فى الهاوية كل يوم ، ومنا من شارك عندما رأى وطن يسير فى طريق ليس له آخر ، طريق مجهول لم يكن له بداية ولم يعرف له نهاية . 


لا تستطيع حكومة مهما كانت قوتها ان تحقق نهضة حقيقة دون أن يعلم شعبها وجهتها  ، نحتاج إلى رؤية حقيقية نتشارك فيها جميعاً لوطن ينزف ، رؤية تقودنا لمستقبل معلوم نكافح من أجل تحقيقها ونناضل من أجل الحفاظ عليها ،رؤية يعلمها الصغير والكبير فأن مات الكبير حارب الصغير من أجل تحقيقها وأن نسي الصغير ذكرة الكبير بحلم علية أن لا ينساه .


فكم نتشوق لحلم نعيش فى كنفه ونموت من أجله ، كفنا عيش دون حلم ودون رؤية ...


0 التعليقات:

إرسال تعليق