![]() |
صورة أرشيفية |
حقاً أنها ثورة، ثورة علي الماضي المقيط ،ثورة من اجل بناء حياة ونظام جديد ،لقد قام هذا الشعب في الخامس والعشرين من يناير ليس من أجل القيام بحركة إصلاحية شديدة الاتساع ،بل نهض وقام من نومة الثبات من أجل أن يحدث تغيراً شاملاًعارماً في كل ربوع المحروسة ،وعلي كل القوي السياسية أن تعلم ذلك .
فمشكلتنا نحن الشباب وبحق أننا نحارب ونقاتل من أجل تحقيق مبادئ قامت الثورة من أجلها ،أما الكثير والغالبية العظمي من الحركات والفصائل السياسية تتعامل مع الموقف على انها حركة اصلاحية تستطيع أن تركبها وتحقق جزء من أهدافها الأن، تؤجل بعض الاهداف لانها من الممكن أن تؤثر علي مصالحها،فتلك هي المشكلة ،وتلك هي المحنة ، فأما أن نتفق جميعاً علي أنها ثورة وأما أن نتفق جميعاً علي أنها حركة إصلاحية .
كل ما أخشاه ،أن يحدث صدام بين قطار الحركة الثورية وقطار الحركة الإصلاحية ،وقتها سيخسر جميع ألاطراف ،وقتها لن نجد مصالح نتعارك و نتقاتل من أجلها .
لقد انتهت المرحلة الأولي من الإنتخابات البرلمانية ونحن علي مشارف أبتداء المرحلة الثانية ، أن البرلمان القادم وبحق سيكون علي عاتقة الكثير من المهام التي لابد ان ينجزها بشكل محترف ،سيكون في بؤرة الاهتمام والصراع في وقت واحد فهذا البرلمان سيكون بيدة الكثير من مفاتيح اللعبة ولكن علينا أن لا نعلق الامال عليه بشكل كبير فلم ولن يكون برلمان الثورة ولكنه بداية النواه التى ستؤهلنا لبرلمان الثورة بعد دورتنا من الأن لن يحقق جميع مكتسبات الثورة ولكن خطورة هذا البرلمان من وجهة نظري أنه وحدة الذي يملك وفق حادث التصادم المتوقع حدوثة بين قطار الحركة الإصلاحية وقطار الثورة .
فهناك مجموعة من السنياريوهات المحتملة في هذا الصدد من أهمها أن الثورة قد قامت من أجل أن ترسخ مفاهيم الديمقراطية والعدالة ومن ثم علينا أن ندون هذه المفاهيم وتلك المطالب في شكل نصوص دستورية تضمن لنا الاستفادة القصوي والاستقرار الدائم .
فالكثير من أفراد المجتمع يطالبون بتغيرتات جذرية في شكل النظام السياسى المصري فمنهم من يطالب بنظام برلمانى كامل ومنهم من يطالب بنظام شبة رئاسي ومنهم من يطالب بوضع نظام مصري صميم نبتكره نحن ليتوافق معناً ،الكثير من القوي الساسية وأفراد المجتمع يطالبون بإلغاء مجلس الشوري أو الابقاء علية ولكن بصلاحيات ومهام جديدة ،الكثير والغالبية العظمي من المجتمع تطالب بإعادة النظر في نسبة العمال والفلاحين داخل مجلس الشعب ومنهم من يطالب بفرد شروط جديدة علي من يريد أن يرشح نفسة ليكون عضو بالحياة النيابية ،ومنهم من ذهب إلي أبعد من ذلك وطالب بإلغاء نسبة العمال والفاحين من الاساس ولكل فريق حجتة .
أن الايام القادمة ستجعلنا نتعرف ونستكشف التوصيف الصحيح لما حدث في الخامس والعشرين من يناير ،ستجعلنا نعرف كيف نتعامل ،هل نتعامل علي أنها ثورة ؟أم حركة إصلاحية ؟ لان ببساطة وضع أى فرض من الفروض السابق ذكرها في الدستور الجديد معناه حل مجلس الشعب والشوري بعد الموافقة علي الدستور ،ومعناه خوض انتخابات جديدة ومعارك جديدة بين جميع الفصائل والقوي السياسية وقتها سنعرف هل هؤلاء يفكرون بمنطق الحركة الاصلاحية ؟التى ستقاتل وتحارب من أجل مد عمر برلمان ميت من قبل أن يولد حتي تحقق أقصي استفادة لها ،أم سيفكر بمنطق الثورة وسيحارب ويقاتل هذا البرلمان من أجل ترسيخ مكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير ويخوض حرب شديدة ضد العسكري وفلول النظام السابق ؟؟؟ لا نطلب من هذا البرلمان أن يحقق كل ما نحلم به ، ولكن نطلب منه أن يحافظ علي مكتسبات هي من جاءت به تحت قبة البرلمان ، لن نطلب منه ان ينفذ كل مطالبنا ،ولكن نطلب منه أن لا يفتعل مشكلات تافهة ويجرنا إلي جدلاً لا يفيد ، نطلب منه ان يدرس فقة الاولويات ويحاول أن يخطو خطواتة الاولي صوب القضايا الكبري، فليس مشكلتنا مع شاربي الخمر ولا مع من يرتدون المايوهات علي السواحل ، ولكن قضيتنا التعليم والقضاء والاقتصاد والصحة ، فبعد ان نتهى من هذا نتفرغ إلي التفاهات ليس مشكلتنا أن مصر دولة إسلامية ام مدنية، فهذه ليست اشكليتنا فستظل مصر دولة وسطية تحتوي الجميع بداخلها .
اتمني من كل قلبى ان لا يصتدم قطار الحركة الإصلاحية مع قطار الثورة ،أخشى ما أخشاه ان نكون نحن من يجهض الثورة ،اتذكر الأن وانا اكتب تلك الكلمات وجوة من قابلتهم وتظاهرات بجانبهم ضد الطغاه ،أتذكر دموع القلق والفرحة ،أتذكر نشوة السعادة ببلداً ردت إلي اهلها ،اتذكر دماء سالت وشهداء سقطتت ومصابي حملناهم علي اعناقنا .
اتذكر هتفات ونحيب ،أعرف جيداً ان للسياسة مفاتيح والعاب وطرق ولكل فصيل مصلحة يحارب من أجلها ، ولكن الأهم من كل ذلك وطن ، وطن يعيش في داخلنا ونعيش في داخلة ، وطن قدمنا كل غالي من أجلة ، فلنتكاتف قبل أن تحدث الكارثة وقتها لن يفيد الندم ،فهذه رسالتي وموقفي قبل أن نشاهد شريط الاخبار وهو يعلننا عاجل "إصطدام قطار الثورة بقطار الحركة الإصلاحية" .
مصطفي أبوسليم
12/12/2011
نشرت ببوابة الاهرام
0 التعليقات:
إرسال تعليق