يمكن يكون عمود نور أو يمكن يكون عسلية لكن في النهاية في جراح مستخبية

الأحد، 8 أبريل 2012

سباق الرئاسة أم رئاسة السباق


منذ إندلاع الثورة  ونحن نتعامل مع المجلس العسكري علي أنه مجلس مكون  من جنرالات تجلس داخل ثكنات عسكرية ولا تعرف شئ عن السياسية ولا تتابع مجريات الاحداث ،لقد تناسينا ونسينا أن هذا المجلس هو الذي يدير المخابرات الحربية وجهاز الشئون المعنوية كما يقوم بإدارة شئون البلاد وهو الرئيس الفعلي لجميع مؤسسات الدولة ومنها جهاز المخابرات العامة  .


الجميع ظل يردد ويتحدث عن جهل المجلس  بممارسة السياسة ونسينا عن قصد أن ما نتحدث عنة هو مجلس يدير شئون جمهورية مصر العربية ،الدولة التي تشكل ثقل اقليمي ودولي كبيرين ،تناسينا أن هذا الثورة بإمكانها أن تغير الموازين ليست في المنطقة وفقط بل موازين العالم بأثرة ،ثورة تهدد الهيمنة الامريكية علي الشرق الاوسط ،والاستقرار الامني والاستراتيجي الاسرائيلي إضافة إلي ممالك الخليج ،لا اريد هنا أن ابالغ في مدى فهم وبراعة  العسكري، ولكني أريد أن اتحدث عن قوة وعظمة أجهزة مخابرات من الممكن ومن المتوقع أشتراكها في وضع خطط محبكة للقضاء وإحتواء أو علي الاقل إفراغ الثورة من محتواها .


فلو نظرنا وحاولنا أن نحلل الاسماء التي قدمت أوراق الترشيح للجنة العليا للانتخابات والنظر لفرص الفوز لكل منها ،سنجد جلياً مدي الجهد المبذول من قبل المجلس العسكري للوصول لتلك التوليفة من الاسماء،فقد أغلق اليوم باب الترشيح ،بعدما تقدم للجنة العليا للانتخابت أحدي وعشرين مرشحاً يتسابقون للفوز بكرسي الرئاسة ،لن أتحدث عن جميع المرشحين ولكن لنتحدث عن أهم الاسماء التي سيكون لها ثقل في السباق الرئاسي .


لدينا المرشح الرسمي لجماعة الأخوان المسلمين ،المهندس خيرت الشاطر الرجل الاقوي داخل الجماعة ، لدي الرجل مجموعة من العقبات ،أولها الانقسام الذي حدث داخل الجماعة بسبب قرار ترشحة  ،إضافة إلي كونة مرفوض من المجتمع المدني وليس لة رصيد لدى المواطن العادي ، إما مشكلتة الكبري أن في مصر ثورة قامت من أجل القضاء علي هيمنة الحزب الواحد(محليات - مجلس شعب - شوري - حكومة - رئاسة ) وإمتزاج المال بالسياسية ،وهو المرشح الوحيد الذي يجسد المشكلتين ،فهو رجل الاعمال الذي لمع أسمة في فترة من الفترات وهناك من يصفة بالمسئول عن تشغيل وإستثمار اموال جماعة الاخوان المسلمين  ،كما أنة المرشح الرسمي للجماعة مؤسسة حزب الحرية والعدالة ،الحزب الذي يمتلك الاغلبية داخل السلطة التشريعة (شعب وشوري)-وقريبا سيشكل الحكومة السلطة التنفيذية وتنافس  بقوة علي منصب الرئاسة وبعد الرئاسة ستنافس للفوز بالمحليات ،في النهاية نجد أن الشعب المصري مصاب الأن وأكثر من أى وقت مضي بعقدة الحزب الواحد وغير مستعد لتكرار نفس التجربة حتي لو كان هناك فرص لنجاحها، قد يكون الشكل مختلف ،قد تكون الجماعة أكثر نقاء من الحزب الوطني ،قد يكون هذا جائز في السياسة ،ولكن لا أعتقد أن العقل الجمعي للمصريين سيقبل هذا الشكل مرة ثانية .


                              تقرير عن خيرت الشاطر 
لدينا أيضا الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ،في سابقة لم نعهدها من جماعة الاخوان المسلمين، وهي الزج بمرشحين لمنصب واحد، كما أن هذه الظاهرة تعزز فكرة الانقسام الذي حدث داخل الجماعة بسبب فكرة طرح مرشح للرئاسة فالجماعة تحاول تقليل أصوات أعضاء الجماعة التي ستذهب للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح كما أنها تريد أن تقول للري العام أن الجماعة منفصلة عن الحزب والحزب يريد أن يبرهن عن انفصالة عن الجماعة في مناورة سياسية - أعتقد انها لن تجدي نفعاً - فالجماعة تعلم أن هناك أحتمالات لهزيمة رجلها الاقوي ووقتها لا تريد أن تخسر كل شئ  ففي حالة فوز الشاطر يحتاج الحزب أن يبرر أنه ليس الحزب الواحد وأن الحزب منفصل عن الجماعة بدليل ان الحزب له مرشح وفي حالة هزيمة الشاطر تريد الجماعة أن تحافظ على المكاسب التي حققها الحزب  فى الانتخابات النيابية الاخيرة فالموضوع مناورة سياسية ليس إلا .


سيكون العسكري رابح في الحالتين ،فوز أو هزيمة الشاطر ،ففي حالة فوز الشاطر سيكون لدي  العسكري فرصة كبيرة للخروج الأمن من السلطة، إضافة إلي أن الرجل يميل إلي المنهج التقليدي فهو يخشي الثورية في الاداء ويرفض التغير الجزري ويميل إلي تحويل الثورة إلي حركة إصلاحية سواء ان كانت متسعة أو ضيقة ،وهذا ما يتماشي مع طبيعة العسكري ،كما أن المجلس العسكري قادر علي سحب البساط من تحت قدم الشاطر ،في حالة ما إذا قرر الرجل أن يختلف ووقتها سيسهل علي العسكري إفتعال ازمات عديدة ومن ثم تصدير للرأي العام أن تجربة الحزب الواحد فاشلة وأن الاخوان المسلمين هم الوجهة الأخر للحزب الوطني ومن ثم ينبغي القضاء عليهم ،كما أن هناك بعض العقبات القانونية التي يستطيع العسكري تحريكها للاطاحة بالشاطر في حالة الاختلاف -عقبات خاصة بالقضايا القديمة التي إدين فيه الشاطر في ظل حكم المخلوع مبارك- أما في حالة هزيمة الراجل سيكون الرابح الأكبر ،فوقتها  سسيثبت لكل من رفض فكرة طرح مرشح رئاسي من الجماعة انها كانت الفكرة الاصوب ومن ثم سيحدث مشكلات وخلفات قوية بين من طرح الفكرة ومن أعترض عليها منذ البداية وسيزيد الانشقاقات والاضطرابات داخل الجماعة ثم بعد ذلك  سيوجة العسكري الضربة القاضية للجماعة وهي حل مجلس الشعب والشوري بحكم قضائي وسيقوم بالتهليل لاستقلال القضاء ونزاهتة وعلينا أن لا ننسي أن جماعة الاخوان رصيدها لدي الشارع منذ قرار ترشيح الشاطر للرئاسة أصبح علي المحك مما سيجعل قرار حل المجلسين ليس في نفس درجة الصعوبة  لو تم الأن  .


عمر موسي ،عمرو سليمان
                                                                
لدينا اللواء عمرو سليمان (نائب الخلوع) ، الفريق أحمد شفيق (رئيس وزراء المخلوع ) ، عمر موسي (وزير خارجية المخلوع )
الهدف من ترشيح هذا الثلاثي  واحد ولكن يختلف من شخص لأخر يحتاج المجلس العسكري أن يصدر للمجتمع الدولي  فكرة نزاهة الانتخابات كما سيكون هناك حالة إستقطاب كبيرة جدا في مرحلة الإعادة لان إنتخابات الرئاسة لن تحسم في المرحلة الأولي ، فالمجلس العسكري يحتاج أحد هذه الوجوه في حالة ما إذا حدث أي تغير في الاتفاقات أو التوازنات في أي وقت مع فصائل بعينها فعلي سبيل المثال من الممكن أن تحسم الإعاة بين عمرو سليمان و خيرت الشاطر فإذا كان الاتفاق مع جماعة الاخوان يسير علي الوجة الصحيح أو بالادق في مصلحة المجلس فوز الشاطر سينجح  وسيضطح للجميع مدي نزاهة الانتخابات وحياد  العسكري وفي حالة ما إذا كانت الإعادة بين عمر موسي وخيرت الشاطر والأمور لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح بين الجماعة والعسكري سيكون هناك فرص أكبر للمجلس العسكري للتزوير - للتزوير أشكال عدة غير تسويد الإستمارات - لصالح عمر موسي ووقتها لن يكون ردة الفعل قوية داخل الشارع فالتزوير لن يكون فج لان القوي المدنية والليبرالية لن تصوت لخيرت الشاطر وبتالي سيكون هناك حالة من التوازن حتي لو كان خيرت الشاطر متقدم .


وفي حالة فوز عمرو سليمان أو عمر موسي سيكون العسكري فائز فهؤلاء ينتمون للنظام السابق لا يريدون أن تتغير الامور ولا يريدن نجاحاً لتلك الثورة الشعبية فلو حدث تحقيق وطني عادل سوف يدين كل من عمرو سليمان وأحمد شفيق في أكثر من جريمة أما عمر موسي  فكان من الممكن أن يتم قبولة في حالة ماذا كنا نفاضل بينه وبين المخلوع  قبل إندلاع الثورة اما الأن فأعتقد أنه ليس رجل المرحلة وغالبية التيارات الثورية لن تقبل به كرئيس لمصر الثورة .


لدينا المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل محسوب علي التيار السلفي تدعمة القاعدة الشعبية السلفية ولا تدعمة القيادات السلفية سواء داخل حزب النور أو داخل الدعوة السلفية لدي الرجل قاعدة شعبية تحترم ولكن ليس له تاريخ سياسي يدعم ويقوي فرص فوزه بالسباق الرئاسي بالإضافة إلي ما أثير حول جنسية والدتة فسواء كان صحيح أو مفتعل فبعض الدعاية السلبية أحيانا تجدي نفعاً - الدكتور البرادعي خير دليل - أحترم وأقدر ما قام به الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فلقد إستطاع الرجل وبحق أن يصعد من مرشح ليس له وزن إلي أهم عشر مرشحين للرئاسة الجمهورية قد يكون صعود بطريقة سريعة وغير مستندة إلي تاريخ  قد يكون صعود وهمي ولكن نهاية الأمر وحقيقتة ان الرجل فرض نفسة علي الساحة قد يكون له فرص في المرات القادمة  أما الأن فلا اعتقد ذلك .


بقي لنا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أحد القيادات الأخوانية المروقة وصاحب التوجه الإصلاحي داخل الجماعة وقد بنا هذا جلياً للجميع بعد إنفصالة عن جماعة الاخوان أو فصلة لة تاريخ سياسي مشرف ومواقف تحترم يدعمة الكثير من شباب جماعة الأخوان بالاضافة إلي توافق مجموعة من القوي المدنية والتيارات الليبرالية عليه،للرجل فرص كبيرة للمنافسة ،ولكن في وجود خيرت الشاطر والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وحالة عدم دعم جماعة الأخوان والدعوة السلفية له نجد أن فرص الفوز بالمنصب مازالت في المرحلة البرتقالية ،ولكن بقي للرجل أنه الاقرب للكتلة الثورية أو هكذا ما يظهر .


هؤلاء هم المرشحون وتلك هي الثورة لا يوجد إتساق ولا ترابط بين ثورة قامت ومرشحين للرئاسة لا ينتمون لها قد يكون هناك حل في سحب خيرت الشاطر من سباق الرئاسة ودعم الجماعة لعبد المنعم أبو الفتوح فالرجل لم يخطئ عندما قرر الترشيح وقد تبين لجماعة الأخوان - من وجهة نظرهم - أنه كان سابق تفكيرهم وحتي لو تم دعم أبو الفتوح ولم يفوز ستحقق الجماعة مكسباً أستراتيجياً أهم بكثير من منصب الرئاسة فهذا القرار سيعالج الصدع الذي حدث داخل الجسد الأخواني وستثبت لقاعدتها الشعبية انها تستمع لأرائهم وأن المصلحة العامة هي محركهم كما أنها ستعطي درسا للمجتمع وللتيارات السياسية أنها تتنازل الأن من أجل مصلحة الوطن إضافة إلي أنها ستقلل من حدة الضغط الشعبي عليها فى المستقبل كونها القوي السياسية المنوط بها حل جميع الازمات  " أحياناً ما يجعلنا ننهار سريعاً أننا كبرناً في لحظة لم نكن مؤهلين لها " .


عبد المنعم أبو الفتوح ،البرادعي ،حمدين صباحي
أما الحل الثاني أن يكون هناك تجمع يتزعمة أبو الفتوح رئيساً  والدكتور محمد البرادعي نائباً وحمدين صباحي رئيساً للوزراء وقتها سيكون هناك تجمع لأكثر من كتلة تصويتة وستكون تجربة جيدة للم الشمل حينها  سيحظي الدكتور عبد المنعم بفرص أكبر بكثير من فرصة التواجد وحدة فالأعلان عن وجود نائب له من الأن ورئيساً للوزراء وهؤلاء محسوبين علي تيارين مختلفين سيطمئن بعض الناخبين ويعزز من فرص الفوز ولم الشمل أننا نحتاج ان نحارب ونقاتل ليس من أجل فوز مرشح لشخصة ولكن من أجل ثورة مات الكثير من أجلها  .


مصطفي أبوسليم
8/4/2012
نشر ببوابة الشروق 

0 التعليقات:

إرسال تعليق