جاء يوم الخامس والعشرين من يناير وانا أقيم مع مجموعة من الاصدقاء - نحضر ورشة عمل عن الصحافة الشعبية - فى أحد الفنادق الفاخرة فى مدينة الإسكندرية كنا نتابع الاحداث وكأننا فى المقصورة الرئيسية فى استاد كرة القدم الفرق أمامنا ونحن نشاهد عن بعد إلى أن جاء يوم الجمعة 28 يناير وقتها استشعرت - وشعرنا جميعا - فى داخلى ان الوطن ينادينى وواجب على ان البي النداء
لابدأن أنزل الى ساحة المبارة المقصورة ليست مكان يجلس فية الاعبين بل يجلس فية الذين لايملكون تغير النتائج او مساعدة فريقهم على الفوز كل ما يملكونة الصياح لرفع همة اللاعبين نزلت بصحبة أحد أصدقائى الصحفيين لتغطية ما يحدث ولكن شتان بين مشاهدة الاحداث فى المأثورة وبين اللعب داخل المستطيل الاخضر شتان بين شعور المتفرج وبين شعور اللاعب استشعرت وكأنى أغير بيدى مستقبلى ومستقبل أبنائى كان شعور رائع شعور مليئ بالسعادة والفرح ممزوج بالشجون رأيت أناس يبكون رأيت عساكر يرفضون ضرب المتظاهرين رأيت عظمة شعب كنا تناسينا انة عظيم كانت ملحمة بكل ما تحملة الكلمة الكل يساعد الكل والكل يقف الى جوار الكل
ابكتنى سيدة من شدة انفعالها وهى تصف شباب مصر والمصريين ببعض أيات القران الكريم عندما كونت استمع الى حديثها كونت اشعر بفخر أننى مواطن من هذا الشعب وفى نفس الوقت أشعر بمدى الاهانة لرضوخى وعدم ثورتى
الاهانة لاننى لم اطالب بحقى من زمن بعيد
![]() |
السيدة التي ابكت الجميع |
لم اكن اعلم اننى املك كل هذه الشجاعة وانا اقف امام ضباط الامن دون خوف وانا اقف امام من يطلقون الرصاص والقنابل دون ان يرتجف جفنى كل ما كان يراودنى وقتها اننى اطالب بحقى حتى صديقى قال لى انة قد غطى اخبار الكثير من المظاهرات ولكن هذه التظاهرة لها طابع خاص جعلة يشعر ان هذه التظاهرة هى أخرى مشهد سوف يراه فى حياتة رغم هذا أصر على ان يكون فى قلب الحدث انتهت المظاهرة بكل ما فيها وعدنا الى الفندق نتناقش ونحلل ما شهدناه تحدثنا عن جميع السنياريوهات التى من الممكن ان تحدث ولكن أعترف ان ما حدث لم يكن متوقع ولم يكن ضمن السناريوهات التى تحدثنا فيها وتخيلناها لم نتخيل انة من الممكن ان تتحول بلد الامن والامان فى لحظة الى ساحة قتال واسعة لم نتخيل ان نستيقظ ولا نجد فرد واحد من أفرد الشرطة المصرية التى يزيد عددها عن القوات المسلحة بكثير
لم نتخيل أن الاخ من الممكن فى لحظة أن يقتل أخية حقا انها مأساة بكل ما تحملة الكلمة من معاني والمأساة الاخطر والاكبر من وجهة نظرى هم من يدعون الان أن من فى ميدان التحرير هم بلهاء لا يعرفون مستقبلهم ومنهم من قال عليهم انهم قلة من المندسين لالحاق الضر بالوطن ومنهم من قال انهم عملاء لدول اخرى ومنهم من يقول انهم مأجورين
ماذا فعلوا حتى نطلق عليهم التهم ؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا نرمى الناس بالباطل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل ما فعلوة انهم يخشون ان لا تتحقق مطالبهم ويضيع كل ما قاموا بة سدى وهذا من حقهم انهم قد اعطوا للنظام الكثير من الفرص على مدار ثلاثين عام ولم يتحقق اى شى اليس من حقهم ان يخشوا على ما حققوة من نتائج
كما اننى أعتقد ان نصف او أكثرمن نصف من يقولوا لقد تحققت مطالبهم لماذا هم جالسون هناك؟؟؟؟؟؟ لم ينزل الى المظاهرات ولم يطالب بالاصلاح والتغير يقولون لماذا هم جالسون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعتقد ان الاجابة ستكون بعدد المصابيين والقتلى وعدم تقديم ضمنات حقيقية لكى يفضوا اعتصامهم
تناسوا من يطلقون تلك الدعوات ثلاثون عام من الوعود الزائفة ولكنى من الممكن ان أوفقهم الرأى اذا وجت أجابات مقنعة لتلك الاسئلة
من هؤلاء الذين وصلوا الى ميدان التحرير على ظهور البغال والحمير والجمال والخيول؟؟ من قام بترويع الأمنين؟؟ من طلب من الأمن أن ينسحب؟؟ من سمح للمهندس احمد عز بتدمير البلد ؟؟ من قام بتزوير الانتخابات الماضية؟؟
أى مجلس شعب تريدون منة ان يقوم بتعديل المواد 76 ,77ومن وافق على تعديلها بهذا الشكل المعيب؟؟؟
أتذكر عندما كونت صغير كونت ا اتغنى ببعض الاغانى للسيد الرأيس عندما كونت اشاهدة كونت استشعر انة مثل والدى وأكثر استشعر انة رمز لبلدى ولكن منذ أكثر من 10 أعوام وانا اشعر اننى أعيش فى دولة ليست دولتى اتمنى ان اتركها وارحل أشعر اننى مكبل بالقيود أشعر اننى مراقب لا استطيع ان اتنفس لا استطيع ان اتكلم سيدى الرئيس كم كنا نحبك ........ولكن رجالك هم من أوصلنا لهذه الدرجة ومسؤليتك انك لم تحاسب كل من تجبر لا تحاسب كل من ظلم تركتهم يسعون فى الرض فسادا وأفساداً وللاسف الشديد احيانا شاركت فى ظلمنا وقمعنا وللاسف ايضا أنك كل يوم تحاول ان تقتع كل حبال الود بيننا وبينك اننى احملك مسؤلية كل شهيد قتل وكل جريح فى ربوع مصر كلها وهذه وحدها كافية حتى أطلب منك الرحيل
سيدى الرئيس اناشدك الرحيل
مصطفي أبوسليم
3 فبراير، 2011، الساعة 09:56 مساءً
نشر المصري اليوم 6/2/2011
http://www.almasryalyoum.com/node/311333
0 التعليقات:
إرسال تعليق