يمكن يكون عمود نور أو يمكن يكون عسلية لكن في النهاية في جراح مستخبية

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

دم المصري على المصري حرام


مصطفى أبوسليم 

لم تعد للدم حرمة تحترم ولم يعد للروح حرمة تصان ، لم يحاول أحد وأد الفتة قبل إندلاعها ولم يحاول أحد أن يوقف جريان الدم الذى سال ، البعض سفق لما حدث والبعض الأخر وقف ليلوم نفسه على غبائة ،وكيف انه بصمتة وتخاذلة وعدم حزمة من البداية سمح لهؤلاء أن يحققوا أهدافهم ؟؟ بل زاد الطين بله انه هو أيضا من حقق لهم بعض الاهداف بنفسه .

فللاسف الشديد يجلس من يظنون انهم نخب خلف الشاشات ويقف المصريين أمام بعضهم لبعض بالمرصاد ، أصبحنا نقتل بعضن دون غضاضة ، دون هوادة ، الجميع متعصب لوجهة نظره معتبرها الصواب مفترضا خطأ الطرف الاخر ،لا أحد يريد أن يستمع لأحد ولا أحد يريد ان يناقش أحد ،الكثيرين تستهويهم الدماء ولونها ،فهى وسيلة يسعون من خلالها لزيادة  أرصدتهم فى البنوك أو نفوذهم داخل أروقة السياسة الفاسدة .

الجميع مخطأ والجميع مذب، وللاسف في كل مرة نخسر الكثير من الأرواح الطاهرة التى تلاقى بارئها لا لأى شئ سوي عشق الوطن،
رغم إختلافى مع من يعارض ومن يؤيد إلا اننى اشعر بحزن دفين ينتابنى على مصر الثورة والأمل ،مصر الجديدة التى كنت اتمنى أن أرى لها طيف جديد ، مصر التى هتفت من أجلها فى بداية الثورة وبكيت فى حضنها على أمل أن تعود من جديد .

كنت مؤيد لقرار الرئيس الاخير ،كنت أرى وضع الفقراء والمهمشين وهم راغبون فى الحياة الجديدة التى وعدوا بها ،مؤيد القرار لانه يقيل رجل مفسد قبل ان يكون فاسداً - النائب العام- ،رجل طالب الكثيرين برحيله منذ غرق العبارة السلام  ،مؤيد لانى كنت أرى ان القضاء كان يستخدم من أجل طعن الثورة من الخلف ، كنت مؤيد لاننى كنت اعلم اننا لا نملك رفاهية الاستمرار لوضع دستور يليق بعراقة الدولة المصرية فى تلك الظروف الكالحة واننا سنملك الخيار بعد ذلك فى تعديل الدستور او تغيره، كنت مؤيد لتحصين مجلس الشورى لانه سلطة منتخبة -اتفقنا او اختلافنا على من بداخل المجلس لا انة مجلس  منتخب -ويكفى مجلس الشعب الذى طعنتة  السلطة القضائية ،كنت ارى اننا نحتاج لبعض القرارات الاستثنائية فى هذا الظرف الاستثنائى .

ولكن فى النهاية تيقنت ان المشكلة ليست مشكلة اعلان دستورى وليست مشكلة تصويت على دستور، المشكلة مشكلة ترتيب لأولويات  المستقبل ، جلست مع نفسى افكر فى ما خطب الرئيس وما قال أسال نفسى هل تحدث الرئيس عن المستقبل ؟؟ لم يخرج الرئيس ليعلانها صراحة للجميع اننا نريد ان نتحاور  بصدق ،نريد ان نجلس لنحدد خارطة طريق المستقبل ،لم يقل ايها الشعب العريض نحتاج ان نجتهد من أجل  كذا وكذا... ، تهاون مع من سبه مكتفياً بالصمت ، أخطا حين سمح للبعض ان يتحدث بالسانه وكأنة ليس رئيس للجميع  ، عندما أعلن عن الاعلان الدستورى دون أن يناقش حتى مستشارية ليعاونه على الاقل فى مواجهة الرأى العام ، عندما تمهل دون محاسبة من قتل الثوار ومن أفسد مصر طيلة عقود ،عندما تهاون مع الفاسدين ولم يقم بحركة جذرية لتطهير جميع مؤسسات الدولة من ما فيها من فساد،وجأت الكارثة عندما خرج المؤيدين له ليعلنون الحرب على المعارضين .

مصر تبكى ابنائها

سيدى الرئيس المشكلة ليست مشكلة إعلان دستورى ،المشكلة أصبحت أزمة ثقة بين رئيس وشعب ،أننى اتعجب عندما استمعت الى ثنائك على المحكمة الدستورية فور حلف يمين التنصيب وبين ما تقوله من تهم !!! اتجعب من مدحك للمجلس العسكري وقرار إحالة المشير للتقاعد!!!  اندهش من احترامك للقضاء وموقفك من تحصين قراراتك !!! لماذا يا سيادة الرئيس توجهة الشكر و النقد فى آن واحد؟؟؟  لماذا تشكر وتمدح الفاسد ؟؟ رغم انك تعلم ان من تمدحة ستخرج بعض قليل لتتحدث عن حقيقته !!!

سيادة الرئيس أين عيش الفقراء؟؟ انى أرى واسمع كل يوم الفقراء وهم يكفرون بالثورة ويسبون من قام بها ، متى سيشعر الفقراء ان الثورة قامت من أجلهم ؟؟ اين الحرية ؟؟ وقد قام بعض الشعب بإغتيال البعض لانهم مختلفون معهم فى الرأى ووقفت الدولة تتفرج ،   اين الكرامة الانسانية ؟؟اين العدالة الاجتماعية ،، فمازال الفقراء يذدادون فقراً والاغنياء يزدادون غناً ،سيدى الرئيس أصبحنا نقتل بعضنا البعض فمتى ستتدخل لتوقف سريان الدم .

المشكلة مشكلة فساد لم يقتل من البداية  ، مشكلة مواقف حازمة لم تتخذ من البداية  ، مشكلة أزمة ثقة بدأت ملامحها تتشكل .



السبت، 13 أكتوبر 2012

مصر التائهة ومستقبل التعليم المتأرجح



مصطفي أبوسليم 13/10/2012

" يعد نظام التعليم الماليزي من النظم التعليمية المتميزة ، وأهم ما يميز هذا النظام قدرتة على التطور السريع ، والتزامة بدعم الرؤيه العامة للدولة  " تطوير التعليم المصري بمحاكاة النموذج الماليزي  - موجز سياسات - يوليو 2012  هكذا وصفت الورقة البحثية  مميزات نظام التعليم الماليزي ودون أن تقصد وصفت أيضا مشكلة التعليم المصري ، وصفت مشكلة تعليم ينهار كل يوم ومستقبل دولة بات لم يعد معلوم لأبنائة .


فعندما قررات ماليزيا وقائدها مهاتيرمحمد أن ترسم مستقبل جديد لأبنائها  وتتحول من دولة زراعية تعيش فى غيابات الفقر والجهل إلى دولة حديثة متطورة ، كان لازماً عليها أن تبحث أولاً عن محرك كل عمليات التطوير داخل أى منظومة  ، تبحث عن الرؤية الواضحة التى تمكنها من تحقيق طموحاتها ،فلم ينشغل القائد بالمشكلات الموجودة بقدر ما أنشغل بالطموحات المرجوه ،  فلقد نظم مهاتير محمد مجموعة من اللقاءات والمؤتمرات حضرها المستشارين والعلماء فى كافة المجالات من أجل التفكير فى كيفية النهوض بالدولة والمجتمع الماليزي وكان حصيلة تلك اللقاءات  الرؤية الماليزيا "ماليزيا 2020" .

تلك الرؤية - ماليزيا 2020- هى التى مكنت ماليزيا من أن تصبح أحد اهم النمور الاسيوية السبع ، فلم يكن تطوير التعليم الماليزى منفرداً ولا بمنأى عن تطوير جميع مناحى الحياة بل كان ركناً أسياساً  مكملاً ومؤدياً  للرؤية الشاملة ، فالتطوير كان يحتاج للكوادر التى تقوده ومن ثم تم صياغة منظومة التعليم كى تواكب عملية التطوير الشاملة .

وهنا لا بد ان نتحدث عن محمد على  حيث يعتبر ما قام به من بناء للدولة الحديثة قد ساعد العديد من الدولة - وعلى رأسها ماليزيا - كى تنهض فتجربة محمد على فى تطويع التعليم لخدمة طموحات الدولة تعتبر أنموذجا يحتزى به  فلم يكن تطوير التعليم أحد أولويات محمد على المباشرة بل كان التطوير نابعاً من طموحات محمد على لبناء امبراطورية قوية فعندما قرر محمد على بناء الجيش  أنشاء المدارس الحربية وعندما شعر أنه بحاجه للاطباء انشأ المدارس الطبية وعندما رأى أنه لابد لتلاميذ هذه المدارس أن ينالوا  درجة كافية من التعليم قبل إلتحاقهم  بها أنشأ المدارس التجهزية و الابتدائية وهكذا توالى إنشاء المدارس .(دراسات فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر)


فخلاصة ما تقدم أنه لاينبغى أن نتحدث عن التعليم وتطويرة دون أن نتحدث عن الحياة وتطويرها فالرؤية الشاملة للتطوير لابد وأن تتطرق للتعليم والرؤية المنقوصة لتطوير التعليم وفقط لن تؤدى إلى أى نهضة حقيقية .

فلم تكن مشاركة  المصريين فى الثورة من أجل تحسين مستوي المعيشة وفقط ولا من أجل الحرية  وفقط ولا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية المنصفة للجميع وفقط  - فتلك الثوابث وحدها لن تحقق طموحاتنا فى وطن جديد  - فالكثير منا  شارك من اجل حلم كبير يعيش من أجله ،فمنا من شارك حزناً وكمداً على مستقبل وطن ينهار ويسقط فى الهاوية كل يوم ، ومنا من شارك عندما رأى وطن يسير فى طريق ليس له آخر ، طريق مجهول لم يكن له بداية ولم يعرف له نهاية . 


لا تستطيع حكومة مهما كانت قوتها ان تحقق نهضة حقيقة دون أن يعلم شعبها وجهتها  ، نحتاج إلى رؤية حقيقية نتشارك فيها جميعاً لوطن ينزف ، رؤية تقودنا لمستقبل معلوم نكافح من أجل تحقيقها ونناضل من أجل الحفاظ عليها ،رؤية يعلمها الصغير والكبير فأن مات الكبير حارب الصغير من أجل تحقيقها وأن نسي الصغير ذكرة الكبير بحلم علية أن لا ينساه .


فكم نتشوق لحلم نعيش فى كنفه ونموت من أجله ، كفنا عيش دون حلم ودون رؤية ...


الثلاثاء، 12 يونيو 2012

أنا وأخويا وابن عمي والأخوان علي الفلول



مصطفي أبوسليم 26/5//2012
      على الرغم من كل المشاعر السلبية التى تشعر بها الأن ،وعلى الرغم من الصدمة التى انتابتك من الأمس وحتي اليوم ،وعلي الرغم من شعور البعض بالغثيان جراء مؤشرات الفرز ،فأننا ليس لنا بديل سوي  الأمل في الغد !!!! حاسس بيك وبتعجبك بس قولي بديل الأمل غير الولولة ؟؟ فالجميع الأن يشعر بالإحباط ،والكثير يشعر بخيبة الأمل ،والكثير بالغ في توصيفة للمشهد بأن " مفيش فايدة " .


       لقد انحصرت الإختيارات أمامنا الان ولا توجد أى فرص للبكاء علي اللبن المسكوب ،فنحن أمام خيارين لا ثالث لهم ،الأول أن نفكر فيما حدث ونتعلم منه وتكون هذه النتائج هي فرصة جديدة للانطلاق ولكن بذكاء أكبر ،" الفشل هو ببساطة فرصة جديدة كي تبدأ من جديد ،فقط هذه المرة بذكاء أكبر (هنري فورد ) "  وأما الامر الثاني أن تستيقظ غداً عزيري القارئ في الصباح الباكر متوجهاً لمصلحة الجوزات لإستخرج جواز سفر، يسمح لك بإختيار شعب أخر تعيش في كنفه ،ووطن جديد تناضل من أجله .


      فمن كان يظن أن طريق التغير سهل ،ومن كان يظن أن جميع المواطنين تشغلهم الثورة وتترعرع داخل قلوبهم ،عليك أن نعيد تفكيرك مرة أخري ،فالحرية سلعة غالية الثمن لايحصل عليها إلا الجديرون بأمتلاكها ،أنا مقدر تمام ما تشعر بة لاني شخصاياً أشعر بكل ما تشعر به، وصدمت مثلما صدمت انت ،ولكن لا ينبغى ان يري عدوك العجز في عينك (لو كان هناك عجز أو هزيمة ) .


       نحن المنتصرون رغم كل شئ ،فعلى الرغم من ضبابية المشهد إلا أن الثورة نجحت وكانت تستطيع حسم الموقف من الجولة الاولي لولا أننا لم نحسن توجيه إختيارتنا بدقة -ستعلمنا الممارسة بعد ذلك-، الثورة انتصرت والشهداء لم تذهب أروحاهم هباء ،فقد استطاعت أن تربي جيل جديد سنقطف ثمارة قريبا ،الثورة إنتصرت لانها حصلت علي أكثر من 10 مليون صوت إنتخابي في الجولة الأولي ، نحن المنتصرون ، الفريق شفيق حصل على مايقرب من 5 مليون صوت بالرغم من أن هذه هي المعركة الأخيرة للفلول ،انتصرت  لان شفيق هو رمز لنظام ظل ثلاثين عام يحكم ويتحكم ورغم ذلك لم يستطيع أن يجني أكثر من خمسة مليون صوت رغم كل نفوزه واموال ومصالح مريده .


                                         تحليل نفسي في غاية الأهمية للدكتورة منال عمر


       انتصرنا لاننا أثبتا وبحق لجماعة الأخون المسلمين أن بدوننا لن يستطيعوا الحصول علي شئ رغم التجيش ،فمن كان يظن أن الاخوان تحارب من أجل الرئيس لهو مخطئ ،فالجماعة كانت تحارب بكل ما أوتت من قوة من أجل التنظيم ،كانت تحارب خوف من نجاح الدكتور أبو الفتوح ،فنجاحه كان يبرهن علي صحة موقفة ،وبعد بصيرتة ،وبتالي انشقاقات وتصدعات بالجملة داخل التنظيم ،ورغم كل هذا التجيش ومصيرية  المعركة بالنسبة لها لم تحصد سوي ربع الاصوات وهذا يدل علي مكانتها الحقيقية داخل المجتمع المصري وبتالي من الممكن استثمار هذا الموقف بشكل يدعم للثورة  .


مرسي ،شفيق
     لنحكم العقل قبل أي شئ ،ونفكر في المنح التي ساقها الله لنا داخل تلك المحنة ،أمامنا الأن ثلاث إختيارات -طبقاً لمؤشرات الفرز حتي الأن- ،الحل الأول أن نقاطع جولة الإعادة ،لانها حسمت  بين مرشح محسوب علي نظام المخلوع وبين مرشح جماعة الاخوان المسلمين ونحن لا نريد كلا المرشحين ،أنا اتفق معك تمام في فكرة أننا لا نريد الاثنين ،ولكن ماذا بعد المقاطعة ؟؟؟ فالمقاطعة عملياً ستترجم علي الارض بدعم مرشح نظام المخلوع  ،فأصوت شفيق التي حصدها في الجولة الأولي سيحصدها جميعاً في الجولة الثانية أضافة إلي من سيقرر دعم شفيق ضد المرشح الاسلامي ،ثقافة المقاطعة لم تجدي نفعاً مع المجتمع المصري  ،حتي لو كانت مقاطعة جماعية وإنتخابات الشوري أكبر دليل .


       اما الخيار الثاني أن تدعم مرشح نظام المخلوع لانك لا تثق في جماعة الاخوان المسلمين ولا تتذكر غير مواقفها المتخاذلة ضد الشعب والثورة وتعاليها على الشعب وشباب الثورة وتعجرفها أيضاً وتخازلها و سكوتها عما كان يحدث بشارع مجلس الوزراء ومحمد محمود والعباسية وبورسعيد ،معك حق في كل ماتقول واسمعك تقول اكثر ،ولكن تذكر أنك تعطي صوتك لمن هندس  ودبر كل هذه المعارك ،وهو المسئول عن قتل الشهداء وفقع أعين المصريين ، تذكر انك تعيد نظام ثورت من أجلة وتعرضت للموت من أجل القضاء عليه ،و الأن تفكل في  إستعادتة مرة اخري .


      اما خيارنا الثالث هو الخيار الأصعب نفسياً ،ولكن قد يكون الأصوب عقلياً ،وهو دعم مرشح جماعة الاخوان المسلمين ،وقتها ستكون فرصة أخيرة للإصلاح بأمان ،وتلك المحاولة للحفاظ علي المكاسب التي حققناها .


      أيها السادة أننا الأن أمام موقف لا نحسد علية ‘فأما أن نختار أن نحتفظ بماحققناه من مكاسب، ونستكمل نضالنا ونعارض الأخوان بعد أن نساندهم -ونساند أنفسنا-في معركتهم ضد نظام المخلوع ،وأما أننا سنستيقظ في يوم ما لنجد أن الفريق شفيق أصبح رئيساً لمصر ،ووقتها سنتحالف مع الاخوان لنشكل جبهات تسطيع مواجهة الفريق شفيق ،وسنخسر الكثير من الأرواح الذكية والعودة للمربع صفر ،ففوز شفيق يعني امتلاك شرعية جديدة ،تخولة سلطة التصدي وربما قتل كل من يحاول الانقلاب عليها تحت مسمي الحفاظ علي الشرعية، الاخوان المسلمين رغم كل سلبياتهم هم فصيل سياسي وطني دمائنا اختلطت بدمائهم داخل الميدان فلا نجعل الغضب يسوق تفكيرنا بطريقة غير صحيحة .


هذا تحليلي للموقف ،فلا أجد في المقاطعة حل ،ولا أجد في التصويت لشفيق حفاظاً علي الثورة ،ولكن من الممكن أن يكون التصويت لمرسي عدم ارتداد للخلف .


ملحوظة : لو النتيجة طلعت واي حد إعادة امام مرسي غير موسي وشفيق انسي أنك قريت النوت دي وصوت لة يامعلم وأنا معاك




الأحد، 8 أبريل 2012

سباق الرئاسة أم رئاسة السباق


منذ إندلاع الثورة  ونحن نتعامل مع المجلس العسكري علي أنه مجلس مكون  من جنرالات تجلس داخل ثكنات عسكرية ولا تعرف شئ عن السياسية ولا تتابع مجريات الاحداث ،لقد تناسينا ونسينا أن هذا المجلس هو الذي يدير المخابرات الحربية وجهاز الشئون المعنوية كما يقوم بإدارة شئون البلاد وهو الرئيس الفعلي لجميع مؤسسات الدولة ومنها جهاز المخابرات العامة  .


الجميع ظل يردد ويتحدث عن جهل المجلس  بممارسة السياسة ونسينا عن قصد أن ما نتحدث عنة هو مجلس يدير شئون جمهورية مصر العربية ،الدولة التي تشكل ثقل اقليمي ودولي كبيرين ،تناسينا أن هذا الثورة بإمكانها أن تغير الموازين ليست في المنطقة وفقط بل موازين العالم بأثرة ،ثورة تهدد الهيمنة الامريكية علي الشرق الاوسط ،والاستقرار الامني والاستراتيجي الاسرائيلي إضافة إلي ممالك الخليج ،لا اريد هنا أن ابالغ في مدى فهم وبراعة  العسكري، ولكني أريد أن اتحدث عن قوة وعظمة أجهزة مخابرات من الممكن ومن المتوقع أشتراكها في وضع خطط محبكة للقضاء وإحتواء أو علي الاقل إفراغ الثورة من محتواها .


فلو نظرنا وحاولنا أن نحلل الاسماء التي قدمت أوراق الترشيح للجنة العليا للانتخابات والنظر لفرص الفوز لكل منها ،سنجد جلياً مدي الجهد المبذول من قبل المجلس العسكري للوصول لتلك التوليفة من الاسماء،فقد أغلق اليوم باب الترشيح ،بعدما تقدم للجنة العليا للانتخابت أحدي وعشرين مرشحاً يتسابقون للفوز بكرسي الرئاسة ،لن أتحدث عن جميع المرشحين ولكن لنتحدث عن أهم الاسماء التي سيكون لها ثقل في السباق الرئاسي .


لدينا المرشح الرسمي لجماعة الأخوان المسلمين ،المهندس خيرت الشاطر الرجل الاقوي داخل الجماعة ، لدي الرجل مجموعة من العقبات ،أولها الانقسام الذي حدث داخل الجماعة بسبب قرار ترشحة  ،إضافة إلي كونة مرفوض من المجتمع المدني وليس لة رصيد لدى المواطن العادي ، إما مشكلتة الكبري أن في مصر ثورة قامت من أجل القضاء علي هيمنة الحزب الواحد(محليات - مجلس شعب - شوري - حكومة - رئاسة ) وإمتزاج المال بالسياسية ،وهو المرشح الوحيد الذي يجسد المشكلتين ،فهو رجل الاعمال الذي لمع أسمة في فترة من الفترات وهناك من يصفة بالمسئول عن تشغيل وإستثمار اموال جماعة الاخوان المسلمين  ،كما أنة المرشح الرسمي للجماعة مؤسسة حزب الحرية والعدالة ،الحزب الذي يمتلك الاغلبية داخل السلطة التشريعة (شعب وشوري)-وقريبا سيشكل الحكومة السلطة التنفيذية وتنافس  بقوة علي منصب الرئاسة وبعد الرئاسة ستنافس للفوز بالمحليات ،في النهاية نجد أن الشعب المصري مصاب الأن وأكثر من أى وقت مضي بعقدة الحزب الواحد وغير مستعد لتكرار نفس التجربة حتي لو كان هناك فرص لنجاحها، قد يكون الشكل مختلف ،قد تكون الجماعة أكثر نقاء من الحزب الوطني ،قد يكون هذا جائز في السياسة ،ولكن لا أعتقد أن العقل الجمعي للمصريين سيقبل هذا الشكل مرة ثانية .


                              تقرير عن خيرت الشاطر 
لدينا أيضا الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ،في سابقة لم نعهدها من جماعة الاخوان المسلمين، وهي الزج بمرشحين لمنصب واحد، كما أن هذه الظاهرة تعزز فكرة الانقسام الذي حدث داخل الجماعة بسبب فكرة طرح مرشح للرئاسة فالجماعة تحاول تقليل أصوات أعضاء الجماعة التي ستذهب للدكتور عبد المنعم ابو الفتوح كما أنها تريد أن تقول للري العام أن الجماعة منفصلة عن الحزب والحزب يريد أن يبرهن عن انفصالة عن الجماعة في مناورة سياسية - أعتقد انها لن تجدي نفعاً - فالجماعة تعلم أن هناك أحتمالات لهزيمة رجلها الاقوي ووقتها لا تريد أن تخسر كل شئ  ففي حالة فوز الشاطر يحتاج الحزب أن يبرر أنه ليس الحزب الواحد وأن الحزب منفصل عن الجماعة بدليل ان الحزب له مرشح وفي حالة هزيمة الشاطر تريد الجماعة أن تحافظ على المكاسب التي حققها الحزب  فى الانتخابات النيابية الاخيرة فالموضوع مناورة سياسية ليس إلا .


سيكون العسكري رابح في الحالتين ،فوز أو هزيمة الشاطر ،ففي حالة فوز الشاطر سيكون لدي  العسكري فرصة كبيرة للخروج الأمن من السلطة، إضافة إلي أن الرجل يميل إلي المنهج التقليدي فهو يخشي الثورية في الاداء ويرفض التغير الجزري ويميل إلي تحويل الثورة إلي حركة إصلاحية سواء ان كانت متسعة أو ضيقة ،وهذا ما يتماشي مع طبيعة العسكري ،كما أن المجلس العسكري قادر علي سحب البساط من تحت قدم الشاطر ،في حالة ما إذا قرر الرجل أن يختلف ووقتها سيسهل علي العسكري إفتعال ازمات عديدة ومن ثم تصدير للرأي العام أن تجربة الحزب الواحد فاشلة وأن الاخوان المسلمين هم الوجهة الأخر للحزب الوطني ومن ثم ينبغي القضاء عليهم ،كما أن هناك بعض العقبات القانونية التي يستطيع العسكري تحريكها للاطاحة بالشاطر في حالة الاختلاف -عقبات خاصة بالقضايا القديمة التي إدين فيه الشاطر في ظل حكم المخلوع مبارك- أما في حالة هزيمة الراجل سيكون الرابح الأكبر ،فوقتها  سسيثبت لكل من رفض فكرة طرح مرشح رئاسي من الجماعة انها كانت الفكرة الاصوب ومن ثم سيحدث مشكلات وخلفات قوية بين من طرح الفكرة ومن أعترض عليها منذ البداية وسيزيد الانشقاقات والاضطرابات داخل الجماعة ثم بعد ذلك  سيوجة العسكري الضربة القاضية للجماعة وهي حل مجلس الشعب والشوري بحكم قضائي وسيقوم بالتهليل لاستقلال القضاء ونزاهتة وعلينا أن لا ننسي أن جماعة الاخوان رصيدها لدي الشارع منذ قرار ترشيح الشاطر للرئاسة أصبح علي المحك مما سيجعل قرار حل المجلسين ليس في نفس درجة الصعوبة  لو تم الأن  .


عمر موسي ،عمرو سليمان
                                                                
لدينا اللواء عمرو سليمان (نائب الخلوع) ، الفريق أحمد شفيق (رئيس وزراء المخلوع ) ، عمر موسي (وزير خارجية المخلوع )
الهدف من ترشيح هذا الثلاثي  واحد ولكن يختلف من شخص لأخر يحتاج المجلس العسكري أن يصدر للمجتمع الدولي  فكرة نزاهة الانتخابات كما سيكون هناك حالة إستقطاب كبيرة جدا في مرحلة الإعادة لان إنتخابات الرئاسة لن تحسم في المرحلة الأولي ، فالمجلس العسكري يحتاج أحد هذه الوجوه في حالة ما إذا حدث أي تغير في الاتفاقات أو التوازنات في أي وقت مع فصائل بعينها فعلي سبيل المثال من الممكن أن تحسم الإعاة بين عمرو سليمان و خيرت الشاطر فإذا كان الاتفاق مع جماعة الاخوان يسير علي الوجة الصحيح أو بالادق في مصلحة المجلس فوز الشاطر سينجح  وسيضطح للجميع مدي نزاهة الانتخابات وحياد  العسكري وفي حالة ما إذا كانت الإعادة بين عمر موسي وخيرت الشاطر والأمور لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح بين الجماعة والعسكري سيكون هناك فرص أكبر للمجلس العسكري للتزوير - للتزوير أشكال عدة غير تسويد الإستمارات - لصالح عمر موسي ووقتها لن يكون ردة الفعل قوية داخل الشارع فالتزوير لن يكون فج لان القوي المدنية والليبرالية لن تصوت لخيرت الشاطر وبتالي سيكون هناك حالة من التوازن حتي لو كان خيرت الشاطر متقدم .


وفي حالة فوز عمرو سليمان أو عمر موسي سيكون العسكري فائز فهؤلاء ينتمون للنظام السابق لا يريدون أن تتغير الامور ولا يريدن نجاحاً لتلك الثورة الشعبية فلو حدث تحقيق وطني عادل سوف يدين كل من عمرو سليمان وأحمد شفيق في أكثر من جريمة أما عمر موسي  فكان من الممكن أن يتم قبولة في حالة ماذا كنا نفاضل بينه وبين المخلوع  قبل إندلاع الثورة اما الأن فأعتقد أنه ليس رجل المرحلة وغالبية التيارات الثورية لن تقبل به كرئيس لمصر الثورة .


لدينا المرشح حازم صلاح أبو إسماعيل محسوب علي التيار السلفي تدعمة القاعدة الشعبية السلفية ولا تدعمة القيادات السلفية سواء داخل حزب النور أو داخل الدعوة السلفية لدي الرجل قاعدة شعبية تحترم ولكن ليس له تاريخ سياسي يدعم ويقوي فرص فوزه بالسباق الرئاسي بالإضافة إلي ما أثير حول جنسية والدتة فسواء كان صحيح أو مفتعل فبعض الدعاية السلبية أحيانا تجدي نفعاً - الدكتور البرادعي خير دليل - أحترم وأقدر ما قام به الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فلقد إستطاع الرجل وبحق أن يصعد من مرشح ليس له وزن إلي أهم عشر مرشحين للرئاسة الجمهورية قد يكون صعود بطريقة سريعة وغير مستندة إلي تاريخ  قد يكون صعود وهمي ولكن نهاية الأمر وحقيقتة ان الرجل فرض نفسة علي الساحة قد يكون له فرص في المرات القادمة  أما الأن فلا اعتقد ذلك .


بقي لنا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أحد القيادات الأخوانية المروقة وصاحب التوجه الإصلاحي داخل الجماعة وقد بنا هذا جلياً للجميع بعد إنفصالة عن جماعة الاخوان أو فصلة لة تاريخ سياسي مشرف ومواقف تحترم يدعمة الكثير من شباب جماعة الأخوان بالاضافة إلي توافق مجموعة من القوي المدنية والتيارات الليبرالية عليه،للرجل فرص كبيرة للمنافسة ،ولكن في وجود خيرت الشاطر والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وحالة عدم دعم جماعة الأخوان والدعوة السلفية له نجد أن فرص الفوز بالمنصب مازالت في المرحلة البرتقالية ،ولكن بقي للرجل أنه الاقرب للكتلة الثورية أو هكذا ما يظهر .


هؤلاء هم المرشحون وتلك هي الثورة لا يوجد إتساق ولا ترابط بين ثورة قامت ومرشحين للرئاسة لا ينتمون لها قد يكون هناك حل في سحب خيرت الشاطر من سباق الرئاسة ودعم الجماعة لعبد المنعم أبو الفتوح فالرجل لم يخطئ عندما قرر الترشيح وقد تبين لجماعة الأخوان - من وجهة نظرهم - أنه كان سابق تفكيرهم وحتي لو تم دعم أبو الفتوح ولم يفوز ستحقق الجماعة مكسباً أستراتيجياً أهم بكثير من منصب الرئاسة فهذا القرار سيعالج الصدع الذي حدث داخل الجسد الأخواني وستثبت لقاعدتها الشعبية انها تستمع لأرائهم وأن المصلحة العامة هي محركهم كما أنها ستعطي درسا للمجتمع وللتيارات السياسية أنها تتنازل الأن من أجل مصلحة الوطن إضافة إلي أنها ستقلل من حدة الضغط الشعبي عليها فى المستقبل كونها القوي السياسية المنوط بها حل جميع الازمات  " أحياناً ما يجعلنا ننهار سريعاً أننا كبرناً في لحظة لم نكن مؤهلين لها " .


عبد المنعم أبو الفتوح ،البرادعي ،حمدين صباحي
أما الحل الثاني أن يكون هناك تجمع يتزعمة أبو الفتوح رئيساً  والدكتور محمد البرادعي نائباً وحمدين صباحي رئيساً للوزراء وقتها سيكون هناك تجمع لأكثر من كتلة تصويتة وستكون تجربة جيدة للم الشمل حينها  سيحظي الدكتور عبد المنعم بفرص أكبر بكثير من فرصة التواجد وحدة فالأعلان عن وجود نائب له من الأن ورئيساً للوزراء وهؤلاء محسوبين علي تيارين مختلفين سيطمئن بعض الناخبين ويعزز من فرص الفوز ولم الشمل أننا نحتاج ان نحارب ونقاتل ليس من أجل فوز مرشح لشخصة ولكن من أجل ثورة مات الكثير من أجلها  .


مصطفي أبوسليم
8/4/2012
نشر ببوابة الشروق